كلية العلوم الاجتماعية و الإنسانية السنة الجامعية: 2024-2025
قسم:علم الاجتماع الأستاذ:عباد محمد
المستوى:ماستر 2
تخصص: علم إجتماع التربية
المقياس:المقاولاتية
مدخل الى المقاولاتية
-1الإطار المفاهيمي للمقاول والمقاولاتية :
استعملت كلمة "المقاول" لأول مرة سنة 1616 من طرف'' Montchrétien'' وكانت تعني الشخص الذي يوقع عقدا مع السلطات العمومية من أجل ضمان انجاز عمل ما، أو مجموعة من الأعمال المختلفة وبناء على ذلك كانت توكل إليه مهام تشييد المباني العمومية، انجاز الطرق، ضمان تزويد الجيش بالطعام...، وخلال القرن الثامن عشر توسع مصطلح المقاول ليعني الشخص النشيط الذي يقوم بإنجاز العديد من الأعمال
1-1 مفهوم المقاولاتية: ظهر مصطلح الريادة في الأدبيات المتعلقة بالعلوم الاقتصادية في المقام الأول في كتابات Richard Cantillon'' ''خلال الفترة الممتدة (1680-1734) وهو مصرفي إيرلندي عاش في فرنسا، حيث يعتبر أول من أعطى البعد الاقتصادي لهذا المفهوم.
إن المقاولاتية تعود إلى حالات مختلفة )غير متجانسة( إلى حد ما مما يجعل أنه من غير الممكن وضعها في إطار مفهوم واحد، مع ذلك يمكن تحديد مقاربات كبرى تصورية من أجل حصر أحسن لظاهرة المقاولاتية المعقدة في عمومها.
من الواضح ومن خلال معظم الكتابات التي اهتمت بأصل مفهوم" entrepreneur "، أن أصل هذا المفهوم فرنسي، ولا يوجد أي مرادف دقيق في اللغة العربية بالرغم من محاولات الترجمة المتعددة، لكن منذ ظهورها توحدت المصطلحات على أن كلمة " entrepreneur " )مقاول(، " entreprise " )مؤسسة(.
بعدها تغيرت الترجمة لمصطلح " entrepreneur " ثلاثة مرات منذ استعمالها عند العرب، فقد كانت"منظم"، ثم"مقا ول"، لتصبح في التسعينات"ريادي"، وبما أن تغيّر الترجمة يساعد في فهم معنى المقاولاتية، نعطي فيما يلي أسباب هذا التغيّر:
-قام علماء الإدارة الأوائل بترجمة المصطلح إلى ''منظم''،لكونهم ركزوا على مهاراته في التنظيم، و في إنشاء مؤسسة،-في السبعينات من القرن الماضي- و بعد تدفق النفط و تصاعد نشاطات إقامة المشاريع الكبرى،غير العلماء المختصون الترجمة إلى ''مقاول''،و السبب يعود إلى أن فئة المقاولين كانت هي الفئة التي أظهرت إستعدادات خاصة،فقد يقرر شاب مهندس حديث التخرج (أو شاب محدود التعليم)،بأنه لن يعمل كموظف لدى الآخرين بل لحسابه الخاص،فقد يبدأ المهندس بالحصول على مقاولة بناء،كما يبدأ الشاب المحدود التعليم بالحصول على مقاولة لتجهيز مواد البناء،وبعدها يقرر كل منهما تأسيس شركة مقاولات أو شركة نجهيز مواد البناء،و ينجحون في توفير مقومات البقاء لها،أي أنها تبقى حتى إذا قرر أي منها تركها،فأشخاص كهؤلاء ينجحون في إقامة هذه الشراكات لأنهم يتمتعون بمجموعة من المؤهلات،كما يملكون قدرات إبداعية،ولهم أيضا اهتمامات تجارية و مهارات في إقامة مؤسسة ناجحة.
- منذ التسعينات –من القرن الماضي- أدرك العلماء أن هذه الاستعدادات غير محصورة في المقاولين فقط إنما هي جزء من عالم أشمل، فقد نجح الكثير من الشباب والشابات الذين أقاموا شركات لتقديم خدمات حاسوب أو تجارة الهواتف النقالة وخدمات الأنترنت، أو متاجر ملابس أو أغذية...إلخ، أقاموا شركات صغيرة، حولوها خلال مدة قصيرة إلى شركات كبيرة، وأحيانا إلى عملاقة، لذلك تم تغيير الترجمة مرة أخرى إلى "ريادي".
من التعاريف الأولى للمقاولالتية أو الريادة التعريف الذي قدمه (جان بابتيست ساي-
J-B-SAY و هو عام اقتصاد فرنسي معروف بقانونه المسمى (قانون المنافذ في السوق) حيث عرف الريادة بأنها''تلك العملية التي تنقل انتاجية و ربحية المواد من مستوى منخفض غلى مستوى مرتفع''.
و يعرفها الاقتصادي الشهير(جوزيف شومبيتر) j-schumpeter)-بأنها ''عملية إبتكار و تطوير طرق و أساليب جديدة لإستغلال الفرص التجارية''.
و من المنظور الواقعي في تعاريف حديثة للمقاولاتية ما ذهب إليه منظر الادارة الأمريكي ''بيتر دراكر'' 1985-''peter druker'' حيث عرف المقاولاتيةبأنها''فعل الإبداع المتضمن النظر للتغيير على أنه فرصة لإعطاء الموارد المتاحة في الفترة الحالية القدرة على خلق قيمة جديدة.
في نفس السياق يضيف'' دراكر'' بأنه هنالك فرق أو فروق بين الريادي و صاحب المشروع الصغير حيث أن الإثنان يبدأن مشروع او لكن الريادي يسعى الى إيجاد قيمة مضافة يحصل عليها عملائه من تصميم منتج موحد بآلية ثابتة و من خلال تدريب و أدوات عمل أما صاحب المشروع فإنه ينشأمشروعا نمطيا.
في نفس المنحى يذهب الأستاذ في جامعة هارفرد الأمريكية''هاوارد ستيفنسن''(haward stivenson 1990) في تعريفه للمقاولاتية ''بأنها''اكتشاف الأفراد أو المنظمات لفرص الاعمال المتاحة و استغلالها''.
و من التعاريف الحديثة للمقاولاتية تعريف''فايلون''1997'' الذي يرى''أنها ذلك الحقل أو المجال الذي يعني بدراسة واقع المقاول و تطبيقاته و خصائصة و الآثار الاقتصادية و الاجتماعية لسلوكياته و كذلك دراسة أساليب و دعم و حماية النشاط المقاولاتي.
و من التعاريف الجامعة لمفهومي(الريادة و الريادي) تعريف ''روبرتس برايس’’2004 الذي يعرف الريادي(المقاول)''بأنه الشخص الذي يبدأ بلا شيء تقريبا''من الصفر'' حيث يؤسس و ينظم كيان عمل جديد يديره،يتحمل المخاطر،يهدف الى تحقيق الربح و النمو من خلال تبني نظم الإدارة الإستراتيجية لتحقيق الأهداف.
إذن مفهوم المقاولاتية ينبني على ثنائية تكاملية و هي (ثنائية الفرد و خلق القيمة إما عن طريق الإبداع أو عن طريق إستغلال الفرص المتاحة استباقيا.
هذا يحيلنا الى المحامل الرئيسية أو الأبعاد الأساسية للريادة(المقاولاتية) و هي :
1-الابداع:من خلال هذه العملية الريادي يبحث عن الفرص الجدية او الطريقة التي من خلالها ينتج أفكار للحصول عل نتيجة مربحة لان الابداع يستند على النجاح في سوق الأفكارو ليس على حداثة الفكرة.
2-المخاطرة:و تشير الى هامش المسؤولية التي يتحملها الريادي نتيجة لإبداعه وولوجه المجال المقاولاتي فالفرصة هنا تتحمل النجاح أو الفشل و المسؤولية يتحمل تكلفتها الريادي بالدرجة الأولى.
3-الإستباقية أو المبادرة:و المقصود بها القيام بعمل ما أو اتخاذ قرار ما بشكل مغاير من خلال المبادأة و امتلاك قدرة فائقة على التكيف.
امتداد التعاريف السابقة للريادة(المقاولاتية)نستنتج ان المقاولاتية كسيرورة ترتكز على استغلال الموارد بطريقة ابداعية و خلاقة اضافة الى كونها تتضمن العديد من العمليات منها:
-تتضمن المقاولاتية انشاء المؤسسة
-تقتضي الابداع و الابتكار
-تتطلب الجمع بين الموارد
-تحديد و استغلال الفرص المتاحة في المنظومة الاقتصادية و تتطلب هامشا كبيرا من المسؤولية في تحمل المخاطر
-الاشتغلال و العمل في بيئة تتميز بعدم اليقين.
-تطور الفكر و النشاط المقاولاتيين
عرف الفكر و النشاط المقاولاتي مسيرة كبيرة تاريخيا وصولا إلى الأشكال الحديثة للمقاولاتية حيث ان الاهتمام بالفكر و النشاط المقاولتيين قد بدأ مع الرأس مالية التجارية في القرن السابع عشر وإ زداد الاهتمام بدوره في مرحلة الرأسمالية الصناعية وتأكد دوره في العصر الحالي الذي يعتبر عصر الريادة و إدارة الأعمال.
أولا:المقاول التاجر :
سيطرت الرأسمالية التجارية على الواقع الاقتصادي للقرن السابع عشر و ظهرت المدرسة التجارية واهم ما ميز هده المرحلة من تاريخ الاقتصاد هو الحروب التي عادة ما كانت لأسباب تجارية محضة خاصة على ضفتي البحر الابيض المتوسط و المحيط الاطلسي ومن الناحية الاجتماعية بدأت النزعة الفردية في الظهور كمذهب و منهج في الحياة حيث نقف على الإشارة الى مفهوم المقاول في مطلع د راسات الاقتصاد السياسي التي تعرف المقاول على أنه الشخص الذي يوقع عقدا مع السلطات العمومية لانجاز أعمال أو القيام بمهمة مهما كان نوعها مدنية أو عسكرية . يمكن الإشارة هنا الى مساهمة دي فوي في مؤلفه الشهير روبنسون كريزوي 1697 حيث ميز فيه بين نوعين من المقاولين :المقاول الأمين المنشئ المنجز و المقاول غير الأمين المحتال المخادع .
المقاول المنشئ بالنسبة له هو المبتكر يتميز بالنزعة الفردية و الحرية الإقتصادية .
ثانيا :المقاولاتية في الفكر الاقتصادي الفرنسي :
تناولها بالد راسة ريتشارد كونتيون(1680-1734) حسب هدا المفكر الاقتصادي كل من يعمل على انتاج اوشراء سلع بسعر معين و اعادة بيعها للحصول على سعر غير مؤكد ومن ثم الحصول على دخل غير ثابت يمكن عده مقاول .
-''فرانسوا كسني''(1694-1774) رائد المدرسة الطبيعية في الاقتصاد سلط الضوء على أهمية رأس المال الذي مصدره ملاك الأراضي في تحقيق النمو الاقتصادي و صور المقاول الممثل للطبقة المنتجة كمالك مستقل للعمل الحر.
-''جون بابتيست ساي''(1767-1832) الذي أكد على أهمية المقاول في تعزيز النمو الإقتصادي و صنف المقاولين إلى ثلاثة أنواع:
-المقاولون في الصناعات الزراعية الذين يعملون لحسابهم الخاص
-المقاولون في الصناعة المعملية
-المقاولون التجاريون
ثالثا:المقاولاتية في الإقتصاد السياسي الإنجليزي:
تمت الإشارة الى مسألة المقاولاتية في الإقتصاد السياسي الإنجليزي عند رواده أمثال ''دافيد ريكاردو''(1772-1823) و ''جون ستيوارت ميل''(1806-1873) و''روبرت مالتوس''(1766-1834) حيث إعتبر هؤلاء المقاول رأس مالي بالدرجة الأولى و يمكن إعتباره عميل إقتصادي يضع رأس ماله على المحك و إستخدموا مصطلحات مرادفة للمقاول كالمشاريعي المتعهد-المغارم.
بالموازاة مع ''ألفريد مارشال''(1748-1832) وصف المقاول بأنه المنسق-المراقب.
رابعا:المقاول الصناعي(1870-1940):
عرفت هذه المرحلة في الفكر الإقتصادي كما يشير الى ذلك ''جون كينيث جلبريث'' بالرأس مالية الصناعية و من الاسهامات فيها،في الفكر المقاولاتي مساهمة ''فرانك إيتشن نايت'' الذي يعتبر المقاول اهم شخصية في النظام الإقتصادي الذي يشتغل و يحتمل المخاطر و يمارس نشاطه في بيئة تتسم بعدم اليقين و كفائة المقاول حسبه تبرز في قدرته على التعامل مع حالة عدم اليقين.
-اسهم كذلك عالم الاقتصاد النمساوي جوزيف شومبيتر(1883-1950) حيث ركز على ظاهرتين ميزتا المقاولاتية في مطلع القرن الماضي و دعا الى ضرورة التوحيد بينهما الا و هما دورة الأعمال و تغيرات التكنولوجيا.
كما يصف ''شومبيتر'' المقاول بالبطل الاقتصادي فيعتبره السبب المنتج لتغير تلقائي و متقطع في تيارات التدفق و إضطراب في التوازن يغير و يزيل و إلى الأبد حالة التوازن الموجودة مسبقا.
نشير هنا كذلك الى اسهامات المدرسة النمساوية او ما يعرف بحلقة فيينا في تاكيدها على ان فكرة التغيرات و الاحداث الاقتصادية تنبع من قيم الأفراد المعنيين بها و اختياراتهم و ظروفهم و هي اساس الظواهر الاقتصادية كالعرض ،الطلب ،السوق ،الانتاج ،الاستهلاك .....الخ.
من أبرز ممثلي مدرسة''فيينا''(فريديريك فون هايك)(1851-1926):
حيث تبنى منهج المدرسة في تحليل التكلفة التي تنبع من القيم و التفضيلات الذاتية لمتخذي القرار و الدور الرئيسي للمقاولين في إتخاذ مثل هذه الأحكام .
''فريديريك فون هايك''(1899-1922):شجع فكرة الإقتراض الرخيص الذي يحفز المقاولين على الإستثمار المكثف للمساهمة في الرفع من القدرات الإنتاجية مما يشجع على الرفع من معدلات الإستهلاك.
بالإضافة الى المساهمات السابقة في تحليل تطور النشاط المقاولاتي هناك اسهامات أخرى في هذا الاتجاه تضاف الى مساهمات المنظرين الإقتصاديين و علم الاقتصاد هي مساهمات العلوم الاجتماعية و الفكر الاجتماعي و من المنظرين الاجتماعيين في الفكر المقاولاتي نجد
-''ماكس فييبر''(1846-1920):اهتم بالرأس مالية و الاقتصاد في مؤلفه الشهير''الأخلاق البروتستانتية و روح الرأس مالية''اهتم بالمجتمع،وكذلك دراسته للإدارة العامة في مؤسسات الدولة عندما أبرز الدور الذي تلعبه القيادة في مسألة التغير الاجتماعي.....
-تناول كذلك علماء النفس موضوع النشاط المقاولاتي في مؤلفات متعددة نذكر منها(مجتمع الإنجاز) ل''دافيد ماكليلاند''(1960) حيث أكد على فكرة الحاجة الى الإنجاز التي تميز الأفراد في بعض المجتمعات و تجعل منها مجالا للإبتكار و الإبداع و الديناميكية.
لم يقتصر موضوع المقاولاتية من حيث الاهتمام على ما تم الاشارة اليه سابقا من حقوق معرفية بل تتعدى ذلك الى اهتمام العلماء الانثروبولوجيا،و من مساهمات الانثروبولوجيين أعمال فريديريك بارث(1967-1963)و أعمال كليفورد غيريتز(1963) التي ركزت على التغير الاجتماعي و التفاعل بين المقاولاتية المحلية و نوعية الأفراد في المجتمع.
خامسا:المقاولاتية في عصر ادارة الأعمال:
تعد مرحلة الستينات و السبعينات من القرن المنصرم بمثابة فترة تحول في جميع مجالات الحياة الانسانية في أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية فبالإضافة الى الثورة الثقافية في فرنسا في ماي 1968 ظهرت تغيرات هيكلية مست السياسة و الاقتصاد على السواء في هذا الاتجاه أثيرت العديد من التساؤلات حول كفاءة الشركات الكبيرة الحجم مما عزز التوجه نحو المنشآت الصغيرة و زيادة الاهتمام بالمقاولاتية عمليا و تعليميا في المناهج الدراسية في معاهد و كليات ادارة الأعمال.
لتصبح المقاولاتية مجالا خصبا للدراسة و البحث من قبل الأكاديميين من جهة و ازداد الاهتمام بالنشاط المقاولاتي من قبل الاقتصاديين خاصة في ظل النجاحات التي حققتها الأعمال الريادية في مختلف القطاعات الاقتصادية.
رائد الأعمال(المقاول)
1-مميزات رواد الأعمال في الفكر المقاولاتي:
يتميز رواد الأعمال بالعديد من الخصائص و المميزات و في العديد من الدراسات الموثقة لريادة الأعمال تم استنتاج مجموعة من السمات المشتركة بين رواد الأعمال و المميز لهم نشير الى بعض الاسهامات في هذه النقطة:
-''دافيد مكليلاند'' david meclellend)) حيث وصف رائد الأعمال بأنه الذي تحركه الحاجة لإنجاز و الإرادة في اضافة شيء للحياة.
-''كولينز و مور''1970 حيث أجريا دراسة على حوالي 150 من رواد الأعمال و استنتجا العديد من الصفات المشتركة بينهم منها:الشدة و الصلابة،المصلحية،الإستقلالية.
و الرغبة في يطمحون الى السلطة بقدر طموحهم الشديد في زيادة الأرباح و المنفعة
-''بيرد bird 1992'':يرى ان رواد الأعمال او المقاولون يمتازون بخصائص معينة اهمها:الشغف بالأفكار الجديدة،الجدية في التفكير ،التخطيط، غير عاطفيون ، حسن التصرف،مبدعون .
2-معايير نجاح الفعل المقاولاتي:
-الرغبة في إدارة الأعمال
-الثقة بالنفس
-القدرة على إدارة المخاطر
-القدرة على التأقلم مع الفرص و البيئة الخارجية
-القدرة على التأقلم و التعامل مع الغموض
-المبادرة و القدرة على الإجاز
-الدقة و الوضوح و المهارة في إدارة الوقت
-الإبتكار و التوجه نحو تعظيم المنفعة
3-قدرات و إمكانيات الريادي(المقاول):اضافة الى المعايير السابقة التي يجب توفرها في الفعل المقاولاتي يتطلب النجاح الريادي مهارات و قدرات تعزز من قيام المشروع المقاولاتي و من القدرات الشخصية التي يجب امتلاكها من قبل الريادي:
-مجموع المعارف و المهارات و الاتجاهات الاستثمارية التي يفترض توفرها لتفيد المهام التي يقتضيها العمل المقاولاتي و هي التخطيط و التنفيذ و إدارة المشروع.
-القدرات المعرفية و تتمثل في المعارف و المكتسبات الفنية و العلمية التي حصل عليها الريادي خلال مساره التعليمي و التكويني هذا القدرات حسب المختصين في مجال المقاولاتية لا تكفي بل يحتاج الريادي الى مهارة ترجمة و تحويل تلك المعارف و المكتسبات الى أفعال وواقع عملي من خلال امتلاك المقدرة على العمل و المتاعة و التنفيذ.
-اضافة الى امتلاك الدافعية و التي تعتبر بمثابة الموجه للسلوك الريادي نحو تحقيق اهدافه و طموحاته.
-و من اهم الكفاآت و القدرات الشخصية التي يجب توفرها أو امتلاكها من قبل الريادي:
-المبادرة:و هي وفق هذه الخاصية هو من يتخذ افعالا اضافية دون الزام أو فرض و ذلك بهدف اضافة ما هو جديد سراء كان منتج او خدمة.
-إستغلال الفرص: الريادي يبحث دوما عن الفرص الممكنة و يستغل الفرص المتاحة خاصة ما تعلق منها بالتمويل و العتاد و الموقع و كل ما يمكنه ان يساهم في نجاح المشروع المقاولاتي.
-الاصرار و التحدي:من خلال اتخاذ القرارات هدفها مواجهة و تجاوز العقبات باستمرار.
-البحث عن المعلومات:جمع المعلومات من مصادر مختلفة و موثوقة عامل مهم لنجاح العمل المقاولاتي.
-الالتزام و التقيد بمختلف التعاقدات:من اخلاقيات العمل المقاولاتي الالتزام و التقيد بما تمليه مضامين التعاقدات مع مختلف العملاء.
-الثقة بالنفس و القدرة على المواجهة:منخلال الثقة في القدرات و المهارات الفنية و التواصلية و كذلك القدرة على مواجهة المشاكل التنظيمية و المحتملة خلال سيرورة المشروع و مواجهة الآخرين بكل شفافية ووضوح.
-امتلاك المهارات التفاعلية: و يقصد بها المهارات التي تضمن للريادي القدرة على ادارة موارد المشروع المالية و البشرية بكفاءة عالية و تقتضي هذه المهارات الكفاءة الإدارية العالية في تفويض هامش من الصلاحيات للعاملين،هذه العملية تتطلب في حد ذاتها هامشا كبيرا من التفاعل بين المقاول و العاملين معه و من مؤشرات المهارات التفاعلية للمبادر:مهارات نقل و توصيل المعلومات و فهم ردود الأفعال و مناقشة القرارات قبل اتخاذها،القدرة على الاقناع و القابلية للإقتناع.
-امتلاك سمات و خصائص المهارات الإدارية و تتضمن هذه المهارات:
-المهارات الانسانية:من اهم مؤشراتها :القدرة على اقامة علاقات انسانية اساسها المشاركة و التعاون،العمل على تطوير هذه العلاقات باستمرار على اساس الاحترام المتبادل و الثقة و الاهمتمام المستمر بالعنصر البشري و دوره في انجاح المشروع.
-المهارات الفكرية:من اهم معالمها:امتلاك الاسس العلمية و المنهجية في الإدارة و القدرة على صناعة و اتخاذ القرار،القدرة على ادارة المشكلات التنظيمية و المسائل المستعجلة في العمل و ووضع الحلول لها بكل موضوعية و واقعية.
-الأدوار الاقتصادية و الاجتماعية للمقاول و المقاولاتية
امتداد للمحاور السابقة من المدخل المفاهيمي للمقاولاتية و المقاول و تطور الفكر و النشاط المقاولاتيين و كذلك الريادي و اهم خصائصه و معايير نجاح العمل المقولاتي سنحاول في هذا المحور بيان الدور المحوري الذي يلعبه المقاول في الميادان الاقتصادي و الاجتماعي على النحو التالي:
-خلق فرص عمل جديدة من خلال انشاء مؤسسات و مشاريع جدية
-المساهمة في تنويع الخدمات و السلع من خلال الابداع و الابتكار و تنويع الأنشطة المقاولاتية
-الرفع من مستوى التنافسية يجبر المؤسسات المشابهة في النشاط و المنتوج على تحسين الأداء و الخدمة و الجودة و الأسعار
-تجديد و اعادة هيكلة المؤسسات و تنميتها و تطويرها من خلال تغيير اساليب التسيير و الإدارة و انظمة و اجراآت العمل و معايير الأداء
-تعزيز مستوى المسؤولية الاجتماعية من خلال ابتكار منتجات و خدمات ذات معايير عالمية
-تطوير بعض الصناعات خاصة الصناعات ذات الطابع التقليدي
-التشجيع على تصنيع المواد المحلية في صورة منتجات نهائية موجهة للإستهلاك المحلي او التصدير
-التوظيف الذاتي بمعنى الفرد يتولى توظيف نفسه و يتحرر من انتظار مناصب شغل من الدولة خاصة في القطاعات التي تسجل عجزا في التوظيف
-التشجيع على استخدام التكنولوجيا الحديثة في الصناعات الصغيرة للرفع من معدلات الانتاج
-رواد الاعمال يحسنون استغلال الفرص الجديدة و تحويلها الى مكاسب،لذلك فهم دوما يقدمون الجديد الشيء الذي يساهم في تحديث الاقتصاد سواء من الناحية البشرية او من الناحية التنظيمية طرق التسيير جديدة او من حيث المنتجات الجديدة
-تحقيق الاستثمار الأمثل للموارد و الكفاءة في ادارة الاعمال مما يعزز من قدرات النمو الاقتصادي في شكل تراكم رأس المال
-انشاء أسواق جديدة وفق المفاهيم الحديثة للتسويق فالسوق هو مجموع الأفراد الذي لديهم رغبة و القدرة لإشباع احتياجاتهم اقتصاديا و هذا ما يعرف اقتصاديا بالطلب الفعال
،المقاولون او رواد الاعمال هم افراد مبدعون و مستغلون للفرص و الموارد المتاحة لذلك فهم يكتشفون عملاء و متعهدين و باعة هذا ما يجعل منهم مختلفين عن المقاوليين الكلاسيكيين
الذين يمارسون مهام الادارة الكلاسيكية مثل التخطيط و التنظيم و تحديد المهام و من الأمثلة على ذلك''سوق واد كنيس'' الذي انطلق سنة 2006 على يد مجموعة من المؤسسين
بعد حادثة غلق السوق الشعبية في شارع يسمى واد كنيس،في القبة بضواحي الجزائر العاصمة ليتبني المؤسسون الخمسة فكرة اطلاق منصة بديلة لتلك السوق الشعبية....
التعليم المقاولاتي
1-تطور التعليم المقاولاتي:يعود تاريخ تدريس المقاولاتية في الجامعات الى عام 1947 عندما قدم أول مقرر دراسي في المقاولاتية بجامعة هارفارد الامريكية في كلية المناجمنت و اشتمل الصف على 188 طالب ماجستير ادارة اعمال من أصل 600 طالب.
في تلك الاثناء حقق المقرر نجاحا مقبولا بالرغم من قلة اقبال الطلبة عليه و تجاوبهم معه و السبب بسيط يعود الى سيطرة الادارات و التنظيمات الصناعية الكبرى على مختلف القطاعات الانتاجية(مجتمع-مصنع)خلال فترة الخمسينات و الستينات من القرن الماضي.
مع بداية الثمانينات من القرن 20 وصل عدد الجامعات التي تدرس المقاولاتية في الولايات المتحدة الامريكية الى 250 جامعة و اصبح مجال المقاولاتية مجالا واعدا نظريا و عمليا.
مع نهاية التسعينات من القرن 20 و مطلع الالفية الثالثة ازداد عدد المقررات الجامعية التي تدرس من خلالها المقولاتية الى أكثر من 2200 مقرر في التعليم الجامعي في الولايات المتحدة الامريكية و حوالي 1600 مدرسة في مجال المقاولاتية و 44 مجلة اكاديمية متخصصة في بحوث المقاولاتية و 100 مركز بحث متخصص في المقاولاتية.
-مفهوم التعليم المقاولاتي:عرف''آلان فايول-alain fayol'' التعليم المقاولاتي على انه تلك الانشطة البيداغوجية الهادفة الى تعزيز التفكير و السلوك و المهارات المقاولاتية و تغطي جملة من الجوانب الشخصية كالأفكار و الابداع وتنمية مختلف القدرات.
وتعرفه منظمة اليونسكو و منظمة العمل الدولية بانه مجموعة من أساليب التعليم النظامي الذي يقوم على الاعلام و تدريب أي فرد يرغب بالمشاركة في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية من خلال مشروع يهدف الى تعزيز الوعي المقاولاتي و تأسيس مشاريع الاعمال أو تطوير مشاريع الاعمال الصغيرة .
3-أهمية التعليم المقاولاتي:و تتمثل في:
-التعليم المقاولاتي خطوة أساسية لغرس قيم و ثقافة و روح المقاولالتية و صناعة قادة و مدراء المستقبل
-يزيد التعليم المقاولاتي من تطوير القدرات المتميزة للأفراد و ذلك من خلال توجيههم نحو الوقوف على الفرص المتاحة ذات العلاقة المباشرة بمعارفهم المستقبلية
-يساهم التعليم المقاولاتي في تعزيز الاصول المعرفية للأفراد(صناعة المعرفة) و تنمية رأس المال المعرفي للخريجين من خلال دعم معارفهم التخصصية بمناهج علمية و إجرائية و فنية تسمح لهم باكتشاف و استغلال الفرص المتاحة في الواقع الاقتصادي.
-يساهم التعليم المقاولاتي في زيادة امتلاك الخرجين لأفكار مشروعات أعمال تجارية ذات تكنولوجيا جديدة تساهم في بناء اقتصاد المعرفة .
-يساهم التعليم المقاولاتي في زيادة خبرات و معارف الخرجين في مجال انشاء و ادارة و تسيير المشروعات الخاصة .
-يزيد التعليم المقاولاتي من دافعية الافراد نحو امتلاك الاستقلالية و المبادرة في البحث عن فرص الشغل بعيدا عن الأطر النظامية و الرسمية .
4-أهداف التعليم المقاولاتي:
يهدف التعليم المقاولاتي عموما الى اكساب الأفراد في مراحل عمرية مختلفة سمات و خصائص المقاولة خاصة من الناحية السلوكية كالمبادرة و المخاطرة و التوجيه الذاتي
و الاستقلالية و ذلك لإعداد جيل جديد من الرواد )المقاولون(،إضافة الى تحقيق جملة من الاهداف منها:
*تمكين الافراد لإعداد خطط عمل لمشاريعهم المهنية مستقبلا.
*تمكين الطلبة المقبلين على التخرج من تطوير سمات و خصائص السلوك المقاولاتي كالاستقلالية،المخاطرة ،المبادرة ،تحمل المسؤولية و التركيز اكثر على كيفية بدء المشروع و طرق ادارته بنجاح.
*اعداد الافراد ليصبحوا قادرين على خلق مشاريع تقنية متطورة ، أو منظمات أساسها التكنولوجيا الجديدة .
*اكساب الطلبة المهارات الإدارية كالقدرة على التنظيم و التخطيط و اتخاذ القرار و تحمل المسؤولية والقدرة على التعامل مع المشكلات الادارية و التنظيمية .
*تطوير المهارات الاجتماعية للطلبة كالتعاون ،العمل الجماعي ،القدرة على الاداء الفردي المستقل و الجماعي التشاركي في الوقت نفسه .
*تطوير و تنمية القدرات الشخصية كالثقة بالنفس ،الدافعية المستمرة ،التفكير النقدي البناء .
*تطوير المهارات المقاولاتية :و التي تتمثل في الاستقلالية في التعلم او التعلم الذاتي ،الابداع و القدرة على تحمل المخاطر ،القدرة على تجسيد الافكار ،القدرة على التسيير ،القدرة على التشبيك او بناء و نسج شبكة علاقات مختلفة .
*اعداد الخريجين مهنا ووظيفيا والرفع من مؤهلاتهم خاصة التخطيط للمستقبل الوظيفي .
*العمل على تغيير اتجاهات الخريجين من انتظار فرص الشغل الى البحث الذالتي عن خلق و صناعة فرص الشغل من خلال النشاط المقاولاتي.
5-آليات التعليم المقاولاتي: من بين آليات التعليم المقاولاتي ما يلي :
*استراتيجية او الية العرض :يتم من خلالها تلقيت الطالب او المتعلم مجموعة من المعارف و المهارات .
*استراتيجية الطلب : وهي عكس الاستراتيجية السابقة تقوم على احتياجات و دوافع الطلبة يكون الطلبة فيها محور البرنامج التعليمي يقدمون و يعرضون ما تعلموه او بحثوا فيه حول المقاولاتية و المشرف على العملية التعليمية يقوم بتصويب الاخطاء و تثمين المكتسبات المعرفية .
*استراتيجية الكفاءة :يعتمد هدا الاسلوب على تطوير استعدادات الطلبة في حل المشكلات المعقدة باستخدام المعارف و هدا النمط من التعليم يكون تداخليا بين المتلقي و الاستاذ الشيء الذي يتيح هامش اكبر من التعلم .
*المحاكاة و الالعاب :يبنى هدا النمط من التعليم على محاكاة وضعيات واقعية ممايسمح باكتساب مهارات مواجهة المشكلات التي يمكن ان يواجهها المتخرج فيما بعد.
*التعلم باستخدام الوسائط الالكترونية كالمواد السمعية البصرية التي تعرض تجارب و نماذج واقعية لنجاح النشاط المقاولاتي .
*التعليم بالتجربة و الممارسة :وذلك من خلال تعريض المتعلمين او الطلبة المقاولون لواقف واقعية في بيئات عمل مختلفة كالورشات و المؤسسات الصغيرة و الشركات او منظمات الاعمال بهدف احتكاكهم بالواقع المقاولاتي ووقوفهم على سيرورة العمل واهم التحديات التي يمكن ان تواجههم في الواقع .
*مناقشات المجموعات و العمل التعاوني :يتم العمل وفق هده الالية من خلال اشراك الطلبة في اعمال ثنائية او في شكل مجموعات لتحقيق اهداف التعلم التعاوني و المشاركة بمختلف الاراء و الملاحظات و الاقتراحات و الهدف الاجرائي من ذلك هو غرس روح الفريق في الطلبة و تمكينهم من العمل في شكل مجموعات أو ما يعرف بفريق العمل Team work .
ما يمكن تسجيله كملاحظة بخصوص استراتيجيات التعليم المقاولاتي أن هناك الكثير منها ويتوقف العمل بها على نوعية البنية التحتية و الوسائل المتوفر للعملية التعليمية و كذلك الامكانيات البشرية المؤطرة للعملية بالإضافة الى البيئة المحيطة بالمؤسسة التعليمية .
-6-مراحل التعليم المقاولاتي: تشتمل مراحل التعليم المقاولاتي على النقاط التالية:
*تعليم أساسيات المقاولاتية :وذلك من خلال تعليم الطلبة طرائق و كيفيات ممارسة الانشطة المختلفة لملكية المشاريع بالاضافة الى معرفة المبادئ الاقتصادية للمؤسسة ،و تنمية الحس المهنى لديهم لاكتشاف و معرفة الفرص و الخيارات المتاحة في الواقع الاقتصادي وربطها لهم بتخصصهم الاكاديمي
*الوعي بالكفاءة :من خلال تعريف الطلبة بانفسهم و بقدراتهم و امكانياتهم الشخصية و المعرفية .
*التطبيقات الابداعية :و تتم من خلال حضور الطلبة الندوات و الدورات التكوينية التي تتضمن التطبيقات الابداعية التي تتيح لهم تجربة ممارسة مهام ذات علاقة مباشرة بالنشاط المقاولاتي.
*بدء المشروع :وذلك من خلال توفير الدعم و المساعدة في برامج التعليم من الناحية التقنية و المهنية بغرض الرفع من قدرات و استعدادات الطلبة لبدء مشاريعهم الشخصية .
*النمو :في هده المرحلة تتم مرافقة الشاب المقاول و مساعدته على مواجهة التحديات و المشاكل التي يمكن ان تعترض مشروعه المقاولاتي .
7-متطلبات التعليم المقاولاتي:من المتطلبات الأساسية لهذا النوع من التعليم نذكر:
*البنية التحتية :ومن مستلزماتها قاعات التدريس و قاعات العرض و مختلف الوسائل المساعدة على اجراء الدروس و المحاضرات و ورشات الاعمال.
*الموارد البشرية :من أساتذة و خبراء و مكونين يمتلكون الكفاءة و القدرة على استخدام و تطبيق الاساليب التدريبية في مجال المقاولاتية بالاضافة الى الاستخدام و التحكم الجيد في تكنولوجيا الاعلام و الاتصال و المعرفة العميقة و الشاملة بعالم المقاولاتية نشاطا و تنظيما و اجرائيا و قانونيا .
*البيئة :و ما تتكون ونه من فاعلين و شركاء في التعليم المقاولاتي )المؤسسة التعليمية و شركائها الاقتصاديين و الاجتماعيين(.
8-المؤسسات الداعمة للمقاولاتية و للنشاط المقاولاتي في الجزائر:
-من الهياكل الداعمة لترقية المقاولاتية و النشاط المقاولاتي في الجزائر :
*الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ANSEJ :انشأت الوكالة بموجب المرسوم التنفيدي رقم96-296 المؤرخ في 8 سبتمبر 1996 وهي مؤسسة عمومية مكلفة بتشجيع و تدعيم و مرافقة الشباب البطال ممن يمتلكون فكرة انشاء مشروع ومن الامتيازات التي تمنحها هده المؤسسة : تقديم مساعدات مجانية )استقبال ،توجيه ،اعلام ،مرافقة ،تكوين (
-منح امتيازات جبائية )الاعفاء من الرسم على القيمة المضافة ،تخفيض الحقوق الجمركية في مرحلة الانجاز و الاعفاء من الضرائب في مرحلة الاستغلال (
-منح اعانات مالية )قرض بدون فائدة ،تخفيض نسب الفوائد البنكية (
الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة CNAC :تم انشاؤها بموجب المرسوم التنفيدي رقم 94 184 المؤرخ في 6جويلية 1994 كمؤسسة عمومية للضمان الاجتماعي تعمل على تعويض العمال الاجراء الذين فقدوا مناصب شغلهم بصفة لا ارادية ،كما تعمل على تمويل مشاريع البطالين )انشاء ،توسيع ( البالغين من العمر 30-50 سنة و يصل التمويل الى 10 ملايين دينار .
*الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر ANGEM :أنشأت سنة 2004 تمثل احدى أدوات الحكومة لمواجهة البطالة من مهامها الاساسية منح قروض مصغرة ،دعم و مرافقة المستفيدين من القرض في تنفيد مشاريعهم .
*الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار ANDI :انشات سنة 1993 في اطار الاصلاحات الاولية التي تم تبنيها من قبل الحكومة مطلع تسعينيات القرن الماضي و تغيرت تسميتها من الوكالة الوطنية لمتابعة و ترقية الاستثمار ) 1993-2000 (الى الوكالة الوطنية لتطوير
الاستثمار من خلال الامر التشريعي رقم 01 - 03 المؤرخ في 20 أوت 2001
من مهامها مساعدة المستثمرين مع جميع الادارات المعنية لتسهيل الاجراءات الإدارية بهدف تشجيع الاستثمار و تحسين مناخ الاستثمار ،متابعة المشاريع ،دعم المستثمرين و مساعدتهم و مرافقتهم في جميع مراحل المشروع و بعد تجسيد المشروع توفير ونشر المعلومات المتعلقة بالمؤسسة و الاستثمار لمصلحة المستثمرين.
حاضنات الاعمال :من تعاريفها أنها هيئات تهدف الى مساعدة المؤسسات المبدعة الناشئة و رجال الاعمال الجدد كما توفر لهم الجرات ،الدعم المالي لتجاوز اعباء و مراحل الانطلاق و التأسيس كما تساعدهم في عمليات تسويق و توزيع و الترويج لمنتجاتهم و تعتبر الولايات المتحدة الامريكية رائدة في هدا المجال منذ 1959 .تجربة الجزائر في هدا المجال كانت سنة 2001 بصدور القانون 01 / 180 المتضمن القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة الى غاية صدور مرسوم ينظم نشاط هده الاخيرة سنة 2003 عملت وزارة المؤسسات الصغيرة و الصناعات التقليدية على انشاء 11 محضنة بالإضافة الى اربع ورشات ربط في كل من الجزائر العاصمة و قسنطينة ،سطيف ووهران ،من مهامها تعليم مبادئ الاعمال المساعدة على التواصل و بناء علاقات في السوق ،المساعدة على التسويق ،تسهيل عمليات الاقتراض ،المساعدة على ادارة المشروع )الاستشارة و الرقابة (المساعدة القانونية و الادارية .
مراكز التسهيل :و هي مؤسسات عمومية ذات طابع اداري تتمتع بالشخصية المعنوية و الاستقلال المالي تتكفل هده المراكز بعدة مهام أهمها :
-دراسة الملفات و الاشراف على متابعتها و تجسيد افكار اصحاب المشاريع و تذليل العراقيل و الصعوبات خلال مرحلة التأسيس .
-مرافقة أصحاب المؤسسات في ميدان التكوين و التسيير و نشر المعلومات ذات الطابع الاقتصادي المتعلق بفرص و امكانيات الاستثمار .
-دعم و تطوير القدرات التنافسية و نشر التكنولوجيا الجديدة و تقديم الاستشارات في مجال تسيير الموارد البشرية و التسويق و التكنولوجيا و الابتكار .
دار المقاولاتية :من اهم الشركاء الذين تتوفر عليهم منظومة المقاولاتية في الجزائر حيث تم استحداثها في الجامعات الجزائرية سنة 2004 و هي موجودة اليوم وحاضرة بفعالية في جميع مؤسسات التعليم العالي بالجزائر تعمل على ترقية الفكر و النشاط المقاولاتي من خلال البرامج التكوينية و الدورات التدريبية التي تبرمجها على مدار السنة الجامعة وتنشط من قبل خبراء في ميدان الأعمال و المقاولاتية بالاضافة الى شراكتها مع الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب و مركز المسارات المهنية على مستوى الجامعة و اهم ما تتضمنه الايام الدراسية و التحسيسية التي تبرمجها دار المقاولاتية على مستوى الجامعة ايجاد فكرة المشروع ،كيفية انشاء المؤسسة و كيفية تسيير المؤسسة اضافة الى نشاطات اخرى منها:
-خلق خلية دار المقاولاتية للطلبة المتخرجين و الراغبين في الاستثمنار قصد مرافقتهم لانشاء مؤسسات مصغرة .
-ادراج قاعدة معطيات خاصة بأفكار الطلبة المقبلين على التخرج
- Teacher: Mohammed Abbad