ملخص

يعتبر التغير ظاهرة طبيعية تتجسد في تغير معالم الكون، و كل الأشياء التي خلقها الله سبحانه و تعالى تكون في حركة متعاقبة و تغير ممنهج و مستمر يؤدي إلى بروز تغيرات محسومة النواتج، و لعل الإنسان كجزء من هذا الكون يتعرّض لجملة من التحوّلات الواعية و غير الواعية، المبرمجة و العفوية التي لا يمكن أن يتدخل فيها، و لذلك فهو في سعي مستمر من أجل التأقلم مع حتمية التغير التي تفرض نفسها و الظروف الجديدة التي تحيطه و أن يتكيف مع أيّة تأثيرات خاصة الخارجية منها بالإستعانة بطرق و بدائل تسهّل عليه هذه العملية الجوهرية.

و لعل ميدان العمل باعتباره جزء لا يتجزأ من هذه الكينونة، يتعرّض لجملة من التغييرات بفعل انتشار التكنولوجيا و تكنولوجيا المعلومات، و كذا تغييرات في البنى التحتية، التنظيم، الهيكلة، التشريعات المعمول بها، و بما أن المنظمة هو كيان و مجموعة من الأنساق التي تتفاعل فيما بينها و تتفاعل مع المحيط الخارجي، فهي مرغمة على التغيّر المستمر لإحداث التوازن بين المرغوب و المطلوب قصد الإستمرار و التواجد الدّائم و هذا من خلال إقرار جملة من التغييرات الداخلية المناسبة، و رغم ذلك فهي معرضة لمقاومة من قبل فئات معينة من داخل التنظيم تسعى لعرقلة أي تخطيط، و عليه كان من الواجب على أي منظمة البحث و استقصاء عن الإستراتيجيات و الأساليب التي تمكّنها من مسايرة الصّراع القائم بين آليات التغيير المسطّرة و أساليب المقاومة و محاولة خلق نوع من التوازن بين الأطراف لإحداث نقلة نوعية لتلك المؤسسات دون أن تفقد دعائمها خاصة تلك المتعلقة بالموارد البشرية الذي يعتبر نبض الحياة في أي منظمة.

الفئة المستهدفة:

طلبة السنة الثانية ماستر علم النفس، تخصص علم النفس العمل  و التنظيم و تسيير الموارد البشرية.

الأهداف:

تهدف هذه الوحدة الى تسليط الضوء على جملة من العناصر المهمة التي تخص التغيير في المنظمات باختلاف طبيعة نشاطاتها و التي تؤثر في مسارها، و تمكّن هذه المادة بعد اطلاع الطالب على محتواها من: 

ـــ معرفة ماهية التغيير من المنظور الاصطلاحي و بعض المفاهيم المرتبطة به بغية التفريق بينها.

ـــ معرفة الأهمية و الأهداف التي يرتكز عليها أي تغيير داخل المنظمات باختلاف أنواعها.

ـــ التعرف عن كثب عن الأسباب التي تدفع لإحداث تغيير في المنظمات و كذا معرفة بعض الأنواع و النماذج المرتبطة به.

ـــ الإطلاع على بعض الأنواع و المصادر المساهمة في التغيير على مستوى المؤسسات.

ـــ فهم شامل للمجالات التي يتم فيها التدخل لإحداث التغيير في المنظمات.

ـــ معرفة أكثر النماذج و الإستراتيجيات المعمول بها لتجسيد التغيير في المؤسسات.

ـــ التعرف على مدلول مقاومة التغيير و الأساليب المعمول بها في عرقلة التغيير داخل المنظمات.

ـــ معرفة التقنيات و الإستراتيجيات المعمول بها في الإدارة للتحكم و توجيه تلك المقاومة بما يخدم المصالح العليا للمؤسسة.

ـــ التعرف عن دور القيادة الإدارية في التحكم بسيرورة التغيير من خلال فهم طبيعة المقاومة.