تتضمن هذه الوحدة المحاور الأساسية للطالب المتخصص في العلوم الإنسانية، وبالخصوص في علوم الإعلام والاتصال ؛ حيث تم التركيز عل جعل هذه الوحدة أكثر شمولية واختصارا في نفس الوقت، بما يسمح بالاستيعاب الجيد لمقياس قراءات لغوية.

إن فهم واستيعاب واكتساب مؤهلات لغوية مرتبط بالعمل و الممارسة اللغوية، كون هذه الأخيرة ليست معلومات وقواعد جامدة بحتة يحفظها الطالب ، وإنما هي طريقة للتواصل والتعبير و تنظيم التفكير وتنمية المهارات اللغوية التي تدفع إلى التمكن الأمثل من التخصص المبني أساسا على التواصل والاتصال.

واجهة المقياس

اسم المادة: سيميولوجيا الاتصال

يسمح هذا المقياس للطالب باكتشاف عالم الاعلام والاتصال، بطريقة غير مألوفة، لديه، وذلك من خلال ما نسميه بأنظمة الدلالات والرموز.

الأستاذة المؤطرة: د/فضيلة سبع

البريد الالكتروني:  f.seba@univ-bouira.dz

تقدم محاضرة سيميولوجيا الاتصال مدخلاً علمياً متقدماً يركز على العلامات والدلائل الرمزية كموضوع أساسي لدراسة العمليات الاتصالية والإعلامية. تبدأ المحاضرة بتعريف السيميولوجيا (أو السيميائيات) وموضوعها الرئيسي المتمثل في فهم كيفية إنتاج المعاني والدلالات من خلال الأنساق الرمزية المختلفة، ثم تتعمق في دراسة المراحل التاريخية لتطورها من بدايات القرن العشرين مع المفكرين الرائدين فرديناند دي سوسير والفيلسوف الأمريكي تشارلز سندرس بيرس إلى التطبيقات المعاصرة في دراسة الخطاب الإعلامي والاتصالي. تؤكد المحاضرة على أهمية دراسة السيميولوجيا في علوم الإعلام والاتصال باعتبارها أداة تحليلية قوية تمكّن الباحث والمتخصص من فك تشفير الرسائل المختلفة وفهم الآليات التي تعمل من خلالها العلامات في بناء المعاني. تتناول المحاضرة بتفصيل العلاقات المتداخلة بين السيميولوجيا كعلم للعلامات واللسانيات كدراسة لنظام اللغة والاتصال كعملية نقل الرسائل، مما يوضح أن السيميولوجيا أوسع وأشمل من اللسانيات وتشكل الإطار النظري الذي يندرج فيه الاتصال. وتركز المحاضرة على مدخل السيميولوجيا البنيوية والثنائيات السوسورية الشهيرة وأساسها، خاصة ثنائية الدال (الشكل المادي) والمدلول (الصورة الذهنية)، وثنائية اللسان كنظام عام مشترك واللغة والكلام كاستخدام فردي، مع التأكيد على اعتباطية الدليل اللغوي (عدم وجود علاقة طبيعية بين اللفظ والمعنى) وأهمية مفهوم القيمة والتقابل الذي يوضح أن معنى الدليل لا يتحدد ذاتياً بل من خلال علاقته بالدلائل الأخرى.​​

تتعمق المحاضرة في دراسة تعريفات الدليل (العلامة السيميولوجي) عند المدارس المختلفة، حيث تشرح النموذج الثنائي عند دي سوسير (الدال + المدلول) والنموذج الثلاثي عند بيرس (الممثل + الموضوع + المؤول)، وتوضح الفروقات بينهما وتطبيقاتهما المختلفة. تركز على تمييز الدليل في سيميولوجيا التواصل (التي تهتم بإيصال الرسالة والتأثير) عن الدليل في سيميولوجيا الدلالة (التي تركز على فهم المعاني المستترة والدلالات العميقة)، ثم تنتقل إلى تصنيف الدلائل والعلامات في المدارس السيميولوجية المختلفة (الأيقونات التي تشبه مرجعها، والمؤشرات ذات العلاقة السببية، والرموز الاعتباطية). تتناول المحاضرة بتفصيل سيميولوجيا الخطاب البصري والاتصال البصري كمجال مهم في الإعلام المعاصر، موضحة عناصر الخطاب البصري (الصورة واللون والشكل والتصميم) وكيفية حملها للمعاني والدلالات المختلفة. تقدم المحاضرة مقاربات سيميولوجية متعددة تشمل المقاربة البنيوية والتواصلية والدلالية وسيمياء الثقافة، كل منها بتطبيقاتها الخاصة على الظواهر الاتصالية. وتختم المحاضرة بدراسة متقدمة حول دور السيميولوجيا في توليد المعنى في الأنساق الاتصالية المختلفة، مع التركيز على تطبيقاتها الواقعية والعملية في مجالات التسويق والإعلان والعلاقات العامة، حيث يتعلم الطالب كيفية استخدام العلامات والرموز والألوان والصور بشكل استراتيجي لإنتاج رسائل فعالة توصل المعاني المقصودة وتحقق الأهداف الاتصالية المرغوبة.​